الأحد، 24 مايو 2009

الجادرجي يامل اعادة بناء نصب الجندي المجهول بعد 20 عاما من ازالته في بغداد

بغداد (ا ف ب)
- يأمل المعماري العراقي الشهير رفعت الجادرجي الذي اقترن اسمه بنصب "الجندي المجهول" الذي ازيل مطلع الثمانيينات بقرار من رئيس النظام السابق، باعادة انشائه في مكانه الاول حيث يستعد لانجاز تصاميمه الاولية.
ويقول الجادرجي الذي يزور البلاد بعد ان غادرها في ثمانينيات القرن الماضي حيث يعيش في لبنان "اقوم بانجاز التصاميم الاولية للنصب بعد ان تم تكليفي من قبل الجهات الحكومية لغرض اعادة انشائه في مكانه المعروف وبالطراز ذاته وهذا شئ هام بالنسبة لي مثلما كان النصب يشكل اهمية استثنائية عند انشائه لاول مرة". وتعود فكرة انشاء نصب الجندي المجهول الى عام 1958 عندما كلف الجادرجي باقامة نصبين "نصب الحرية" الذي نفذه الراحل جواد سليم والثاني "نصب الجندي المجهول" الذي كان يعد من معالم العاصمة حتى ازالته عام 1982 من "ساحة الفردوس"، ليقام مكانه تمثال لصدام حسين ازاله الاميركيون عندما غزوا العراق في 2003. ونفذ الفنان الراحل خالد الرحال في الثمانينيات نصبا اخر للجندي المجهول. ولد رفعت الجادرجي في بغداد عام 1926 لاسرة عراقية عريقة حيث عرف والده كامل الجاردجي واحدا من اشهر الصحافيين في في ثلاثينيات القرن الماضي وعمل في مكتب استشاري للعمارةانشأه بعد عودته من انكلترا 1951 وتابع فيه عمله حتى عام 1977. واستفاد من عمله في منصب رئاسة قسم المباني في مديرية الاوقاف العامة ثم مديرا عاما في وزارة التخطيط في اواخر الخمسينيات ورئيسا لهيئة التخطيط في وزارة الاسكان في تطوير اهتماماته الهندسية بل ان يبلور اسلوبا معماريا عرف به. واعرب الجادرجي عن اسفه لما آلت اليه اوضاع المباني في العاصمة بغداد. وقال "لا اصدق ماالذي جرى لقد تحول كل شيء الى خربة تقريبا، لقد تعرض العراق لغزوات ولم يستقر منذ فترات طويلة وهذا ما ينعكس باستمرار على التفاصيل الحياتية والعمرانية". ولفت ان "اعادة احياء العمارة يتطلب وقتا طويلا لكي يتسنى للمجتمع ان ينهض مرة اخرى ويكتسب شبكة ثقافية ويهتم مجددا بالعمارة والمباني". وقال "في عام 1950 زرت المانيا ورايت مناطق سويت بالارض وفي الستينيات وجدت تلك الاماكن تتمتع ببناء جميل وشوارع منظمة والسبب وجود مجتمع متنام يملك حرية الابتكار". وانصب اهتمام الجادرجي على ايجاد اسلوب مناسب لعمارة عربية ممزوجة بالتراث مستفيدا في الوقت ذاته من اسلوب العمارة الحديثة مثلما تظهر المباني التي قام بتصميمها. اكمل الجادرجي دراسته في مدرسة "هامر سميث للحرف والفنون" البريطانية وواجه بعد عودته الى بغداد تحديا مع تقاليد المجتمع البغدادي القديم عندما كان يعتبر مثل هذه الحرف لا تخرج عن اطار حرفة البناء او "المعمرجي". واعطى اهتماما استثنائيا بالمواقع المعمارية للمباني التي صممها في شارع الرشيد التي اعتمد فيها على "الشناشيل" او النوافذ الخشبية المزركشة، والتيجان والاقواس الظاهرة في المباني المطلة على الشارع والمقرنصات الحديدية والخشبية البارزة من تلك المباني التي اندثر بعضا منها بسبب التحديث وبقي البعض الاخر وهو قليل جدا محافظا على شكله. كما حصل الجادرجي الذي شارك في معارض عالمية عديدة اهتمت بمسابقات التصاميم على جائزة لمشاركته في تقديم نماذج لمبنى البرلمان الكويتي. اعتقل الجادرجي عام 1977 وبقي في سجن ابي غريب لمدة 20 شهرا قبل ان يطلق سراحه بطريقة مؤثرة، فعندما كان العراق يستعد لاستضافة مؤتمر عدم الانحياز طلب رئيس النظام السابق صدام حينها مقابلة اشهر المعماريين لتكليفه باعادة التنظيم العمراني لبعض الاماكن في بغداد. واخبر صدام حسين بوجود اشهر المعماريين في السجن فامر باطلاق سراح الجادرجي ليتفرغ للمهمة. ويكشف الجادرجي (83 عاما) الذي يهتم بالتصوير الفوتوغراقي حيث يحتفظ بارشيف يضم اكثر من 10 الاف صورة لمدن عراقية وعالمية عن اهتمام استثنائي بالموسيقى. وقال "استمع الى الموسيقى يوميا وتحديدا الالمانية واليابانية واشاهدالمسرحيات الفرنسية". وعمل استاذا زائرا في جامعة هارفارد من 1984 الى عام 1986 ثم استاذا زائرا في قسم العمارة في مدرسة "بار تلت" في جامعة لندن وفي غضون ذلك كان محاضرا في فلسفة الفن والعمارة والانثروبولوجيا وعلم الاجتماع في جامعات السودان وتونس والبحرين. وانجز الجادرجي عشرات المشاريع في العاصمة بغداد ويبقى نصب الجندي المجهول الابرز في مشواره وكذلك مبنى دائر البريد والاتصالات في منطقة السنك في قلب العاصمة التي تقع على ضفة نهر دجلة من جانب الرصافة وكذلك مبنى اتحاد الصناعات العراقي. ونال جائزة الشيخ زايد عن كتابه "في جدلية وسببية العمارة". وللجادرجي مؤلفات في العمارة ابرزها "الاخيضر والقصر البلوري" و"شارع طه وهامر سميث" و"حوار في بنيوية الفن والعمارة" و"جدار بين ظلمتين" الذي ارخ فيه للشهور العشرين التي امضاها في سجن ابو غريب. وفي 1993 عندمااستقر في لبنان اسس مركز ابحاث حمل اسمه وتفرغ للبحث في فلسفة العمارة ونظريتها وفي عام 1999 اسس مؤسسة الجادرجي التي ترعى تطور العمارة في العالم العربي حيث تقوم سنويا بالاشتراك مع نقابة المهندسين في بيروت بتقديم جوائز لطلبة العمارة في لبنان.

نشر يوم: 20/04/2009

المعماري محمد مكية: لو صممت مسجداً في لندن لأعطيته طابعاً إنجليزياً


في التسعين يحلم ببناء بغداد وبإنقاذ المدن العربية من التلوث
محمد مكية وأحلام التسعين

لندن: وحيدة المقدادي
محمد مكية واحد من أبرز معماريي العالم الإسلامي. أبنيته التي صممها، نراها شامخة من بغداد إلى الرياض وصولا إلى روما وإسلام أباد في باكستان وتكساس في الولايات المتحدة الأميركية. في الثانية والتسعين ما يزال مكية يحلم، ولعل واحداً من أهم أحلامه هو أن يعيد إعمار بغداد، وفقاً لرؤيته الإنسانية التي تحترم البيئة وحاجات الناس. ذهبنا للقائه، واستشارته في أمر تكريمه بعد سنة من إغلاق ديوانه الشهير في لندن الذي حمل اسم «الكوفة»، لكن الرجل اقترح شيئاً آخر، وتحدث عن هندسة المدن العربية، ورأيه في التصاميم الحديثة، وما ابتكرته زها حديد، إضافة إلى رأيه في الحداثة، والتلوث، واشياء أخرى. فبماذا يفكر محمد مكية، وكيف يحلم؟
* لقاء
* على مدى العشرين عاماً الماضية، كان «ديوان الكوفة» شاهداً على الواقع الثقافي العربي في لندن، وملتقى لأصحاب الفكر والرأي من شتى التيارات. أدباء وفنانون وأكاديميون وعلماء وساسة ودبلوماسيون، التقوا وتحاوروا تحت سقف «الكوفة». كما كان للديوان دور ملحوظ في تعزيز علاقة الجالية العربية بمحيطها البريطاني. وقبل أكثر من عام، أسدل الستار على نشاطات «ديوان الكوفة» ليترك فراغا محسوسا في الحياة الثقافية والاجتماعية.
ويتساءل المرء أحياناً، إن كان بمقدور الديوان ان يحقق نفس النجاح، لو لم يكن برعاية المعماري محمد مكيّة الذي يبلغ من العمر الآن الثانية والتسعين، مع أن المرء يجد صعوبة في إحالته الى هذه السن لما له من حيوية ذهنية. فقد أسس الديوان عام 1987 عندما كان في سن يستكين فيها الإنسان للراحة. ومع كونه معماريا معروفا على المستوى الإسلامي والعالمي، بل قد يكون من أبرز معماريي العالم الإسلامي في القرن العشرين، وشخصية اجتماعية عُرفت على مدى نصف قرن بالعطاء والانفتاح، كان ديوانه بوجه خاص بمثابة الوطن الصغير لعشرات الأدباء والمثقفين العراقيين. وكثيرون منهم اليوم، وبعد أن أغلق الديوان، يفكرون برد الجميل له والاحتفاء به، وما أن يفصح أحدهم عن هذه الرغبة حتى يجد تجاوباً حقيقياً وصادقاً من الآخرين. وشاءت الظروف أن أقوم بزيارته للاطمئنان ولاستطلاع رأيه حول فكرة تكريمه.
لم أكن أتوقع أنه يسكن بالقرب من المتحف البريطاني، وكنت اتخيله يعيش في الريف الساحر مع زوجته الإنجليزية التي يحلو له أن يناديها بـ«أم كنعان». المسكن يقع في شارع خلفي، تبدو عليه ملامح العراقة الإنجليزية، ويسوده هدوء على الرغم من كونه في قلب العاصمة. ويبدو أن العمارات العالية على جانبيه ساعدت على قطع الضجيج الناجم عن السيارات ومحطات القطارات.
لم يتغير محمد مكيّة كثيرا منذ كنا نراه في «ديوان الكوفة» قبل أكثر من عام. ولم يبد عليه من مظاهر الكِبر سوى عصا أنيقة أصبح يتوكأ عليها. وجهه مازال يطفح بالبشاشة، وقامته المديدة تأبى أن تنحني. بدأتُ أنثر عليه أسئلتي تارة للاطمئنان، وأخرى لاستشفاف أفكاره ومشاعره ومشروعاته. وكنت أحمل إليه مقترحا بخصوص تكريمه أمضيت ساعات عدة في تحضيره. قدمت إليه المقترح فأخذ يقرأه ببرود لم أتوقعه... وعندما انتهى منه قال انه لا يحب مراسم التكريم... ويفضل لو يتخذ التكريم صفة أكثر عملية، كأن يكون تشييد متحف أو كلية أو أكاديمية للفن المعماري تستفيد منها الأجيال. ومع شعوري بالاحباط من رده، أكبرت فيه نظرته البعيدة للأشياء وعزوفه عن الشكليات. وتذكرت أننا لم نكن نراه في أمسيات الكوفة إلا قليلاً! هذه اللامبالاة بالمظاهر الآنية تكملها صفات أخرى، كالحرص الشديد، والنظرة الشمولية للعمل، والاهتمام بنتائجه البعيدة، بالإضافة الى الحذر الشديد من الأخطاء، وتوجيه الانتقادات المباشرة لمن يعمل معه.
طالما تملكني فضول لسماع رأي محمد مكية بالمهندسة المعمارية العالمية زها حديد التي كادت أن تكون يوما من تلاميذه في بغداد. سألته عن رأيه في إنجازاتها المعروفة في بريطانيا والعالم، فقال: «زها من المجددين، فقد تخلت عن مدرسة (البوهاوس) واستلهمت من الحداثة الروسية، كما استفادت استفادة جيدة من التكنولوجيا، غير أني أرى أن الجمالية المتفردة التي تتميز بها أعمالها، وربما التيار الحديث بمجمله، تجعل من الصعب ذوبانها في البيئة، ونجد أعمالها تقف شامخة لذاتها بهيئة (أيقونية) طاغية. إلا أن هذا لم يمنع الحماس الشديد في الغرب لأعمالها مثلما نرى».
صمم مكيّة في الستينات وحتى التسعينات، عشرات الجوامع والدواوين والقصور الأميرية ومباني الوزارات والمنظمات الحكومية والبنوك والمتاحف والجامعات والمكتبات في العراق والبلدان العربية والإسلامية وغير الإسلامية، وكانت تصاميمه تفوز دائما عن طريق لجان التحكيم الدولية. ومن التصاميم المنفذة، مبنى المحاكم العليا في الرياض، وجامع روما وجامع هيوستن بتكساس في الولايات المتحدة وجامع إسلام آباد. كما وضع تصميما لمقر الجامعة العربية في تونس إلا أن المشروع ككل لم يتحقق. ونفذ مكية ثلاثة تصاميم مختلفة لفروع بنك الرافدين في بغداد والبصرة وكربلاء، مستلهما البيئة الخاصة لكل مدينة. وفي ربيع 2001 تم في مسقط افتتاح جامع السلطان قابوس الأكبر، الذي دخلت سجادته موسوعة (غينيس) العالمية باعتبارها الأكبر في العالم. ويروي مكيّة بشغف ذكريات العمل في مشروع الجامع أوائل التسعينات، ويقول: «سعيت لأن يكون التصميم نابعاً تماماً من البيئة المسقطية الغنية بالملامح التاريخية كالقلاع والأبواب والحصون، بالإضافة إلى الجبل والبحر اللذين يشكلان الهوية الجغرافية لها». ويضيف: «لكل مدينة هويتها، ولو طُلب مني تصميم جامع في لندن لأعطيته ملامح إنجليزية. في نظري أن الجغرافيا أكثر صدقا من التاريخ!». يرى مكيّة أن المصمم المعماري يحمل مسؤولية كبيرة تجاه البيئة والكرة الأرضية ككل، وفلسفته في هذا الجانب تنبع من جذور دينية وإيمان بتعمير وصيانة الأرض حسب إرادة الخالق سبحانه وتعالى. ويستذكر بدايات اهتمامه بالمعمار قائلا: «وجدت منذ وقت مبكر أن تفكيري وغاياتي في التخطيط العمراني تنسجم مع النصوص القرآنية، وكان تفكيري ينصب دائما على الهدف العام قبل الخاص. أي مراعاة المصلحة البيئية العليا عند التخطيط لأي مشروع». ويضيف تلميذ جامعة كامبردج الذي درّس العمارة فيها لمدة أحد عشر عاما: «دائما أضع في اعتباري حقوق الإنسان والمكان والزمان. فهذه العناصر الثلاثة تشكل أساس نظريتي في التصميم المعماري. لا بد للبناء أن يتكامل مع البيئة ويذوب فيها، ولا بد له أن يلبي حاجة الإنسان لا أن يطمسها أو يتعالى عليها، كما لا بد له أن يتلاءم مع ظروف ومتطلبات العصر». ويستطرد متحدثا بشيء من الأسى عن الحالة العمرانية الراهنة في المدن العربية: «منذ عام 1950 ونحن نحذر من خطر الانتشار العمراني السرطاني في المدن العربية. اليوم نجد أن المدن العربية مصممة لاستيعاب السيارات أكثر مما هي مصممة لتوفير الراحة لسكانها. أحترم الحاجة الى الآلة أو السيارة لكني أفضل أن أعطي السيارة فضاء داخليا، وأن أترك الفضاء الخارجي لراحة الإنسان. لنتصور مدى الضرر الذي يسببه كل هذا الأسفلت الموجود في شوارعنا وساحاتنا في الجو الحار. تفكيري كان دائما منصبا على راحة الإنسان ومساعدته على سرعة التنقل بين أجزاء المدينة، وتقليل مستوى الدخان والزيت والتلوث. وها نحن اليوم نرى الحكومات الغربية تصدر تشريعات متشددة، تدعو الى التقليل من استهلاك أكياس البلاستيك والوقود بعد ان ارتفعت حرارة الأرض. لا بد لي أن أشير هنا الى مدينة برشلونة كنموذج ناجح في التخطيط السليم للمدن».
عام 1951 شارك مكيّة في مؤتمر القاهرة للدراسات الاجتماعية كخبير للأمم المتحدة، وقدم مشروعا عن القرية العربية. وفي عام 1963 أصبح بروفيسورا زائرا ومشرفا على الامتحانات في جامعة نيجيريا. في مكتبته يحتفظ بكتاب وضعه جنرال بريطاني عام 1840 ويتضمن وصفا لأحياء وشوارع بغداد وأسماء المختارين، وكتاب آخر يتضمن اطروحة للمعماري الألماني، أوسكار روثر عن «البيت العراقي»، وضعها عام 1907. في عام 1943 قدم مكيّة أطروحته الجامعية وكانت عن منطقة حوض البحر المتوسط التي يعتبرها «أرض الحضارات والرسالات». وصادف أن يكون أحد المناقشين للأطروحة في جامعة كامبردج البروفيسور لورنس، شقيق تي. أي. لورنس المعروف تاريخيا بلورنس العرب. في أرشيفه صور تعود إلى سبعين عاما، من بينها صور ومراسلات مع الفيلسوف البريطاني برتراند راسل، تتضمن دعمه لمشروع جامعة الكوفة، وصور للملك فيصل الثاني أثناء افتتاح جمعية الفنانين العراقيين التي سعى مكيّة الى تأسيسها في بغداد في الخمسينات.
يحدثنا عن خطر العولمة بثقة كبيرة ويرى أننا كأمة قدمت للعالم الكثير من الإنجازات، ولدينا ما نساهم به في العولمة، وأن علينا أن لا نخافها...
بعد ساعتين من الحوار السلس مع شيخ المعمار الإسلامي، بدأ يتململ ويريد التغيير، كان لا بد أن نتركه لينعم ببقية الأمسية مع أم كنعان...
محمد مكيّة لديه أحلام بإعادة إعمار بغداد التي دمرها الاحتلال، ويحدثك بشغف عن شارع المتنبي والحيدرخانة والباب الشرقي وشارع الرشيد وأبو نواس. أحلامه نابضة وهو يتحدث عنها بواقعية، تجعلنا نتأمل في ظاهرة هذا الرجل الذي حباه الله قدرة استثنائية في النشاط الذهني والعطاء، والذي ستبقى آثاره شاهدة على مفكر معماري وصاحب مدرسة، آمن بأن المعمورة قطعة واحدة مترابطة، وكان سباقا في الدعوة إلى حماية البيئة من خطر التلوث الذي يحيق بالعالم اليوم.